رسالة (9)
أيام العشر
من فضل الله تعالى على الناس أن جعل لهم مواسم يزداد فيها كسبهم وربحهم من الطاعات والعمل الصالح فالحسنة بعشر أمثالها ويضاعف الله لمن يشاء، فهي مواسم الاستكثار من العبادات والقربات إلى الله تعالى، ومن هذه المواسم العظيمة موسم الأيام العشر من ذي الحجة، وهي الأيام التي شهد لها الرسول صلى الله عليه وسلم بأنها أفضل أيام الدنيا، ,وحث فيها على الاستكثار من العمل الصالح.
شهر ذي الحِجَّة هو الشهر الثاني عشر من أشهر السنة القمرية أو التقويم الهجري، سُمّي بهذا الاسم لأنّ فيه فريضة عظيمة وهي الحج، وهو شهر ذو مكانة خاصة لما فيه من أيام وليال تتضاعف فيها الحسنات، ولكن لماذا اختص بتلك المكانة؟! ذلك لأن العمل في الأيام العشر من ذي الحجة هو أحب إلى الله تعالى من العمل في غيرها، فعنه صلى الله عليه وسلم إنه قال: (ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من أيام عشر ذي الحجة فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد). حيث يتضاعف فيها ثواب أي طاعة أو عبادة نقوم بها عن غيرها من أيام العام، سواء كنا بين الحُجاج أو كنا في بلادنا نقضي هذه الليالي في ذكر الله والصلاة والدعاء والصيام.
ومن أسرار عظمة هذا الشهر أن في أيامه يوجد "يوم عرفة"، وهو من الأيام العظيمة المليئة بالرحمة والمغفرة والخير والثواب؛ فهو يوم مغفرة الذنوب والعتق من النيران، ويقال إنّه يكفّر ذنوب سنتين ذنوب السنة السابقة والسنة القادمة سواء كان للحاج أو لغير الحاج حين يتقرب العبد فيه إلى الله بالصيام أو الدعاء أو كثرة الطاعات.
أعمال مستحبة في الأيام العشر من ذي الحجة:-
صيام يوم عرفة لغير الحاج: وفي فضل ذلك اليوم- اليوم التاسع من شهر ذي الحجة- عن النبي إنه قال عن صيامه: «أحتسب على الله أن يُكَفّر السنة التي قبله والسنة التي بعده»
ويستحب الدعاء والتلبية في ذلك اليوم وذلك لقول النبي: «خير الدعاء دعاء يوم عرفة وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له المُلك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير.
إطعام الطعام والإكثار من الصدقات.
كف الأذى عن الناس والبُعد عن المعاصي.
الإكثار من التهليل والتكبير وصيغة التكبير ورد فيها عدة صيغ عن الصحابة والتابعين ومنها:
- الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر كبيرًا.
- الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلاّ الله، والله أكبر، والله أكبر، ولله الحمد.
- الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلاّ الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
فلنجتهد في تلك الأيام المباركات بالاستكثار من الأعمال الصالحة لعظم ثوابها، ويمكن استغلالها بالإكثار من الدعاء وقراءة القرآن الكريم، والاستغفار والذكر، وقيام الليل والصدقات وغيرها من العبادات. فتلك الأيام المباركات اجتمعت فيهن أمهات العبادات من صيام وصدقة وحج وصلاة، وهذا لا يكون في غيرها من أيام العام أبداً، فما أعظمها من أيام.
التعليقات
لا يوجد تعليقات علي هذا المقال
- من فضلك, سجل دخولك للتمتع بكامل صلاحيات المشاركة .